لعبة الثوره .. Game Revolution
رؤيه سياسيه
بقلم
احمد حمدى محمد رياض
كنا يدا واحده
منذ ان خدعنا مبارك وفوض سلطاته لابنائه من المجلس
ونحن يدا واحده
حتى اخذ البعض يلصق بالمجلس بطولات لم يحققها
وكنا قد اقتربنا كثيرا من اعلان ان المجلس والجيش هم من قاموا بالثوره
واننا جميعا فلول .. مع ان المشهد الحقيقى كان غائبا عنا جميعا
وبدء القناع الزائف يسقط رويدا رويدا
بداية من التواطئ فى محاكمه مبارك ثم التعتيم على القناصه وقاتلى الثوار
ثم الابقاء على رموز مبارك فى الحكومه المفترض انها ثوريه وبها 13 وزير سابقين
مرورا بعدم وفاءة بوعده بتسليم السلطه فى فتره اقصاها 6 شهور
حتى امتدت لتصل الى 2013
فضلا عن عدم احداث اصلاح او تغيير فى اى من وزارات الدوله حتى توجت مجهودات المجلس بالشهاده الزور بعد ان اتحفتنا بوطنيتها بعد وفاة جنودنا على الحدود مع اسرائيل برفضها لمطالبنا بطرد السفير حتى قمنا نحن بذلك انقاذا لكرامتنا .. لتكتمل بذلك الصورة ويظهر الوجه الحقيقى للمجلس بعد ان سقط قناعه لنجد ان المجلس العسكرى يحاول حصر الثورة فى حركه اصلاحيه محدوده وليست ثورة تغيير شامل... لنجد اكثر من مبارك .. وبهذا لم نتخلص من مبارك .. بل انتقلنا لمرحله اخرى اصعب من مراحل لعبة الثورة والتى نواجه فيها الوحش ... لكن كالعاده ..
بدايه المرحله الثانيه تشبه كثيرا بدايه المرحله الاولى
فالتصريحات كما هى ..
من فى التحرير بلطجيه .. كالعاده
اجندات خارجيه .. كالعاده
يتقاضون اموال .. كالعاده
مخربون وبلطجيه .. كالعاده
هناك مخطط لاسقاط الدوله .. كالعاده
هناك ايادى خفيه تقود هذه الحركات المتمرده .. كالعاده
عملاء و لهم مصالح شخصيه .. كالعاده
حتى الاعلام المصرى .. يزيف الحقائق .. كالعاده
وكانت النتيجه .. احداث ماسبيرو .. احداث محمد محمود .. احداث مجلس الوزراء
تماما كما بدأت الاحداث فى 2011 بتفجير كنيسة القديسين واحداث امبابه
نفس السيناريو ..
من الواضح ان المجلس العسكرى سيواجه نفس المصير ..
فأنت تستطيع ان تدهس الزهور لكنك لا تستطيع ان تؤخر الربيع
لكن هناك شيئا مختلف هذه المره
نعلم جيدا اننا عندما يكون هدفنا اسقاط المجلس العسكرى الذى اثبت انه نسخه من مبارك
ولابد ان تواجه نفس المصير .. فلابد ان نعلم ان الاصطدام بالجيش شئ لا مفر منه
وهذا قمة الخطوره .. نعلم جيدا ان الشعوب تنتصر بارادتها
وسينتصر الشعب .. بعد ان يدفع الثمن
ولكن هل يوجد هناك ما يحميك .. بعد ان دمرت الداخليه والدفاع ؟؟
سؤال صعب
نعم نحن لسنا فى ليبيا ولا فى سوريا .. ولكننا سنصبح النموذج الاسوأ
فنحن المطمع الاول .. نحن الغنيمة الكبرى
سقوطنا يعنى سقوط العرب .. وهذا قدرنا
فمنذ قديم الازل .. حملنا على عاتقنا صناعه التاريخ والتحكم فى مصيرنا
فنحن من اوقف السيل المغولى والتتارى والصليبى الذى لولا ارادته الله ورجالنا
لما قامت للعرب قائمه
وها نحن من جديد .. وقريبا .. نفس المواجهه
فالتاريخ عجله تعيد نفسها
وحتى لا ننسى ؟؟ نعود لسؤالنا المؤلم
هل بعد ان نكسر شوكه الجيش بانقلاب عسكرى او بمقاومه شعبيه
هل سنضمن عدم تدخل الاخرين فى شئوننا .. ام ان اليوم اللاحق ليوم انتصارنا
سيكون مواجهه مع قوى الاحتلال
اخشى ان تكون المرحله الثالثه من اللعبه .. الاكثر اظلاما فى تاريخنا
اريدكم فقط الا تأخذو الامر بعصبيه فانا اعلم ان دوافعكم الوطنيه الصادقه
قد ترفض هذا التساؤل الذى يشكل عائقا امام ثورتنا
لكننا نحتاج الى ان نفكر بمنطقيه وعقلانيه قبل ان نندم .. مع الاخذ فى الاعتبار
ان نحافظ على ثورتنا ونكملها كما بدأناها
وتعالوا الى الاحتمال الاخر
كما يقول الكثير .. لن تستطيع اى دوله ان تحاول
مجرد المحاوله لاحتلالنا فهم يعلمون من يكون المصريين
وكيف اننا مقبرة الغزاه واننا وقتها سنتوحد .. وانا اوافقكم على الرغم من ان الواقع سيكون مختلفا قليلا وسيظهر الامر فوضوي كما ظهر فى اعقاب 25 يناير فنحن لا ننسى ابدا ان ثورتنا بلا قائد وهذا يؤهلنا الى ان تحكمنا الفوضى .. احيانا .. وسيكون الوضع سئ وليس كما تتصورون .. اخشى ان يتكالب بعضنا على كرسى الحكم ونعلى المصالح الشخصيه على المصلحه الوطنيه وبالطبع لن يكون هناك امن مركزى او عسكرى جيش يكبح جماح الفوضى فى هذا الوقت ؟؟؟ وقتها ماذا سنفعل
تعالوا الى الاحتمال الرابع
ان يتم تسليم السلطه سلميا فى 25 يناير القادم
وهو احتمال ضعيف جدااااااااااا لابعد الحدود
فالمشير يعلم جيدا ان تسليم السلطه سلميا لن ينقذه من الملاحقه القضائيه
فهو يضاف الى رصيده ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء
ونعلم جيدا ان اللحظه التى سيسلم المشير فيها السلطه ستكون نفس اللحظه التى نطالب
فيها الرئيس القادم بمحاكمه المشير .. والمشير يعلم هذا جيدا .. فهل سيسلمها ؟؟؟ ليلقى نفس مصير مبارك خلف القضبان .. ثم حبل المشنقه الذى تأخر كثيرا .. لا اعتقد .. فالمواجهه ستبقى دمويه كما عهدناها
نعم سنواجه نفس المصير .. قد نكون سوريا اخرى .. او ليبيا .. هذا ما توقعته منذ شهور
وينبئنى حدثى اننا نسير على نفس الطريق الذى صار عليه من سبقونا
الا اننا محاطين برعاية الله لاننا خير اجناد الارض .. وانا اثق ان ما سينقذنا من تلك الحفره التى كدنا نصل اليها
هى عنايه الله .. ذاك الشئ الخارق الذى لطالما وقف معنا فى احلك الازمات .. قدر الله وحفظه لنا
الاحتمال الخامس ان يبقى الوضع كما هو عليه .. وهذا بالطبع وضع مدمر للبلد فى ظل الجمود الحالى والشلل الذى اصاب قطاعات الدوله .. لنصل الى النهايه المخيفه ونعلن افلاسنا اقتصاديا تمهيدا لاسقاط الدوله لست تشاؤميا لكنه الواقع نسيت ان اسألكم وقتها كم موقعه كمحمد محمود ومجلس الوزراء وماسبيروا سنواجه .. ؟؟؟
هذا اذا بقى الوضع كما هو عليه
الاحتمال السادس .. ان تسيطر القوى الاسلاميه على الموقف وتتسلم السلطه لتبدأ باقامه برامجها الانتخابيه لندخل مره اخرى فى حروب طائفيه .. نتيجه سقوط التيار الليبرالى الذى لن يقبل ابدا ان يختبئ فى عبائه الاحزاب الاسلاميه بعد ان فجر الثوره فى الوقت الذى كان فيه الاسلاميون ممزقون ما بين السجون والمعتقلات و التضييق عليهم وعلى نشاطاتهم
ولا اعتقد ان من اشعل شعله الحريه بالبلاد سيرضى بان يرضخ لطقوس الدوله الاسلاميه فى حرب بين المدنيه والاسلاميه .. ولنفترض جدلا ان الاحزاب الاسلاميه تخلت عن بعض المبادئ من اجل التوافق الوطنى .. هنا سيظهر التيار المتشدد الذى سيشكك فى قياداته ويدعو كالعاده لحمله تطهير .. لنعود لنقطه الصفر من جديد
لا اخفى عليكم ان ما ينتظرنا لم يعد مجهولا .. من يستطيع قراءة المستقبل سيعلم اننا امام حقبه جديده فى تاريخ مصر تتألف من حلقات متعدده لو اخفقنا فى احداها ستكون نهايتنا ..
ثوار مصر الشرفاء
كنا مع الجيش يدا واحده
لكن الخيوط تشابكت وتعقدت
بعد ان نزل هذا الجندى المصرى الشهم عن دبابته
واخرج سلاحه وصوبه فى وجوهنا واجسامنا
لنصبح مثل الضحيه التى تترنح يمينا ويسارا من اثر الطعنات المتلاحقه وتصيب من حولها وهى لا تدرى
فالسلفى ما عاد يهمه ان تتعرى امرأه فالمهم بالنسبه له ان تكتمل الانتخابات
والليبرالى ما عاد يهمه ان تكتمل الانتخابات فما يهمه ان تنتصر ارادته فى الميدان كما فعلها من قبل
والمستقل لم يعد يعترف بسلفى ولا ليبرالى
والاخوانى يهتم بانجازاته السابقه واللاحقه وتارة يتفاوض مع المجلس وتارة ينزل الى الميدان
والفلول يحاولون اظهار انفسهم بالعباسيه كلما امكن
وسجناء طره يستخدمون اموالهم لشحن البلطجيه ضد من يحاول تحقيق مصلحة مصر
الامور صارت معقده والمشهد متشابك والتعقيد يتزايد
والحرب الاعلاميه قائمه على اشدها ولم تتوقف عند المشادات الكلاميه بل وصلت الى فبركه الحقائق وتضليل الناس فى الوقت الذى هم فى امس الحاجه فيه الى الحقيقه
الامر اشبه بكثير بفيلم saw او اللعبه القذره الخطأ قد يفضى بنا الى نهايه مأساويه ... نحتاج فقط الى تفكير عميق بلا انسياق وراء الشائعات المغرضه او الحقائق المزيفه
فأحيانا ما نظنه باب الخروج نكتشفه المدخل الى حفره كبيره تعود بنا الى الوراء خطوات
فى النهايه
حاولت فقط ان اسبق الاحداث بكل التوقعات ... كى نعرف الان الى اين
سيتجه بنا القطار وهل نحن فى رحله الذهاب ام اننا نعود الى الوراء
اخشى كثيرا فالمرحلة القادمه
قد تكون الحلقه الثالثه من فيلم متعدد الاجزاء لم نصل الى نهايته بعد
بقلمى
احمد حمدى محمد رياض
الجبهه الشعبيه
ائتلاف ضباط لكن شرفاء
25/12/2011