قبل اللقاء الاخير

اللقاء الاخير

كالمعتاد .. وفى كل مساء .. أرتشف قطرات الحزن بينما تتذكرنى المآسى فى كل مره انظر فيها لتلك الصوره المعلقه على الحائط منذ سنوات .. لا اتذكر بالتحديد هذا اليوم الذى كانت تجالسنى فيه على احدى الشواطئ كنا نتسامر بالامس القريب .

نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي

. كانت تسكرنى ضحكاتها العذبه وكأنها طفلا بكل ما يعنيه من براءه .. كانت ابتسامها تعود بى الى الوراء حيث كنت اعشق تلك الابتسامه وانا صغير . كنت اتوق كثيرا لرؤية نفسى والابتسامه ترسم نفسها على وجهى فى كل مرآه .. كانت دائما ما تخفى عنى الكثير من ملامح الخجل التى كانت تظهر كثيرا فى احمرار خديها المتوردين .. كانت تخبرنى بإن هناك من يغازلونها وهى فى طريقها الى المنزل فى كل يوم .. كنت اتظاهر بعدم الاهتمام حتى ارى الغيرة تفترس ملامحها الجميله . لكنها .... ؟ ذهبت .. وذهبت معها تلك الامسيات .. اللعنه . لازالت تسكن فى ذاكرتى .. كنت اتوهم النسيان لكن كيف انسى .. وقد اعلنت عن اقامتها الجديده فى قلبى . كنت كلما مرت على الايام زاد اشتياقى الى رؤيتها .. لكنها لازالت غاضبه .. لا ادرى كيف حدث هذا . كيف صارت بنا الاقدار الى منعطف النهايه . وكأننا لم نكن منذ البدايه .. اعلم جيدا انها تبكى منذ ان تركتها .. اقصد منذ تركتنى . تخبرنى بهذا تلك العيون التى خاصمت جفونها . وكيف تنسى . وكيف انسى . وقد كنا يوما ما شخصا فى شخصين . كنت كلما اغفوا قليلا اراها فى خيالى . اهمس وعينى تزرف دموعها ..
( اسف ) ح ب ي ب ت ى ..
لكنها لا تنطق

. اردت كثيرا ان اخبرها انه لم يكن خطـأى .. لكنها لا تعطى اكثر من ان تشيح بوجهها عنى .. ثم تذهب مسرعه والدموع تتناثر خلفها .. حتى صرت اتعقبها على اثر تلك الدمعات .. حقا .. قد يكون القدر قاسيا .. لكننى لم اتوقع انه قد يصل لهذه الدرجه .. حتى انه رفض ان يهدينى موتا كنت اتمناه . حقا
يالها من مأساه .. لاازلت لم انتهى من جرعه احزانى الليله .. لم ارتوى بعد .. فهناك الكثير من الدموع بانتظارى .. هناك الكثير من الكؤوس ستمتلئ عما قليل بنبيذ الدماء الذى اعتدت ان ارشفه فى كل مساء . لا ابالى وقد ظهرت على علامات الذبول .. وصرت اهزى .. واتمتم حتى صار لا يعرفنى الكثير .. واتهمونى بالجنون .. لكننى لا ابالى من اكون . ومن اكون اذا كانت هى انا .. وانا هى .. اذا اين هى .. واين انا
حقا .. من انا ؟ صرت اجهل نفسى .. اكثر مما اعرفها .. وانا اعلم انها كذلك .. ستقضى من العمر ما تبقى وهى فقط .. تبكى .. لانها فارقت الحياه منذ ان فارقتنى .. وكذلك انا ..
كنت بالامس القريب اذرف دموع الفرح لاننى اراها امامى .. كانت تقفز سعيده .. لاننى ناديتها اميره .. فقد كانت اميره ليست ككل الاميرات .. وقد ظلت هكذا لسنوات الى ان صارت اسيره لى .. وانا اسيرها .. كان ما يربطنى بها ياة وموت .. كنا قد ذبحنا الفراق بيننا . وتعاهدنا الا نكون الا معا . وهكذا نحن الان لكننا لسنا معا . كنا نتوقع ان يتغير الكون . ان تنتهى الحياه لكن . لا ينتهى ما بيننا . لاننا
لن نتغير . حتى حانت اللحظه الحاسمه ..
فى تلك الليله اللعينه . كنا قد تعودنا كالعاده الا ينقضى يومنا حتى ننهل من بحور العشق ونغزوا دروبه .. كنا نخاطب القمر .. حتى اننى كنت اغار عليها من هذا القمر . عندما ترفع رأسها نحو السماء متأملة وجه القمر الحزين .. كنت انظر للارض وكلى حزن .. اتمنى وقتها لو اننى قتلت هذا القمر .. لو اننى اخفيته فيصير الكون المظلم هو كل ما يحتوينا . كانت تشاركنى هذا الاحساس . فكنت كلما نظرللسماء بكت .. والغيرة تقتل ملامحها البريئه . اعود لضحكاتى المعتاده . كانت تغضب . حتى وقع القدر على اسفل صفحنا بتوقيع النهايه . فما بارحنا ليلتنا حتى كانت اخر تلك الليالى .. مؤذنه برحيل ذكرياتى .. امسياتى .. لتبقى فقط كلماتى .. المختنقه . المحترقه .. عاجزة عن ان تصف لكم .. كم هو مؤلم .. ان تعانقك اشباح الفراق لتصنع بينك وبين من تحب جدران المستحيل .. التى تشع قسوه .. تنتحر بها مشاعر واحاسيس كانت حياتك منذ لحظات ..
ومع اخر قطرات كأسى البائس .. تنقضى ليلتى معكم .. كغيرها من ليالى الحزن الابدى ..
تنقضى وبها حرصت الا اخبركم .. بهذا المشهد
مشهد التوديع .. قريبا سأفصح لكم عنه
وهناك سترون كم هو بشع .. ان يمر بكم
لقائى الاخير..................

كلماتى وليست منقول
اخوكم
امير الانتقام

» مرثية الوداع الاخير