الهارب الى الجحيم

الهارب إلى الجحيم

بين أركان تلك الحجرة المعتمه وعلى تلك الارض البائسه يرقد منتفضا والبرد القارص يلتهم جسده النحيل . بينما لا يزال جرحه الدامى يستنزف كل قطره من قطرات حياته التى تصارع كى تظل فى جسده .. وعندما تتعامد الشمس على سطح هذا الكهف البائس تتدفق تلك الاشعة بحرارتها كى تناوب التهام هذا الهيكل الحزين . هكذا حالى فى هذه الدنيا .. قد تلوح أمامى فى الافق بعض نسمات الامل لتبعث فى نفسى أملا فى أن أهرب من هذا الحزن القاسى . ولن سرعان ما يعصف زمانى بكل ما تبقى لى من أمانى .

حقا سئمت مخاطبة الاقدار . والزمان . والمكان .
سئمت الحياة كما سئمت الموت . وسئمت كلاما ينطق فى صمت .
وكم تمنيت أن أكون مخلوقا أخر . أو لا شئ .. لا يأس من الحياه
ولكن يأسا من النجاه .

لكم تمنيت أن أحمل جراح البشر . أن أحمل هموم البشر . أن أحمل دموع البشر . أن أحمل أحزانهم . أن أحمل ألالامهم
ثم ألقى بنفسى نحو الجحيم .. ليس إنتحارا ولكن إنتقاما من تلك ألالام
ليس إنتقاما لنفسى فقط . بل لكل من يعانون مثلى . وما المانع فى أن أكون حقيبة تحمل جروح العالم بأكمله .. كى أنتقم .. كى أجعل نيران البؤس تلتهم
نفسى الكسيره . ولما لا وقد هرب منى الموت . وظلمتنى الحياه .. لأعيش فى قلب مأساتى .. حتى الحب كنت مقبلا عليه لألتمس فيه الحنان الذى فقدته فى كل شئ . حتى إعتقدت بأننى لا شئ .. مجرد رسمه رسمها فنان ثم تركها بعد أن أحاطها بالدم والقاها فى محيط من الهموم . حتى إعتقدت بأننى لا شئ .. مجرد ورده قطفها أحدهم ثم ألقاها فى مستنقعا حقير يمتلئ بالكثير من بقايا الأجساد القذره التى لوثت هذا الزمن .

حتى إعتقدت بإننى لا شئ

مجرد إنسان ذبح حزنه سعادته وهو لا يدرى بإن زمانه يكيل له اللكمات وهو مدرجا فى دمائه لا يدرى السبب .. بينما يصفق الجميع وكأنه
من قتلهم .. حقا هم موتى رغم أنهم على قيد الحياه .
لا إحساس
لا شعور مجرد نظرات ساخطه تظهر الكثير من الشر بداخلهم .. حتى إعتقدت بأننى لا شئ . مجرد دمعه ماتت بين أكوام الثرى والتراب .. وكيف لتلك الدمعه المسكينه أن تعيش بين تلك الأتربه التى تمتص كل أشكال الحياه بها
حتى إعتقدت أننى لا شئ .. مجرد أحمق عاش مخدوعا ومات مقتولا بأيدى الجميع .. جميعهم وضعوا خناجرهم فى جسده ثم أستمتعوا بأهاته وتوسلاته حتى إنتفض أمامهم ليصنع من صرخاته أنغاما يرقصون عليها حتى إذا ما صنع حركته الأخيره وجحظت عيناه معلنة خروج أخر أنفاسه أغلق الحفل وتوقف الجميع عن الغناء وتبادلوا العناق والتهانى ثم إنطفئت الأنوار إستعدادا لإلتهام هذا الجسد المتهالك فى وضح الظلام ..

هذا أنا

الهارب نحو الجحيم .. حتى إعتقدت أننى لا شئ . مجرد مذنب يقف خلف قضبان الحياه كل ذنبى أننى عاملت الناس على أنهم أبرياء أصفياء أنقياء كل ذنبى أننى عاملتهم على أنهم ملائكه حتى يثبتوا لى عكس هذا .. أعطيتهم كل الحب .. أهديتهم اقوى معانى التضحيات .. لم أبخل عليهم بنفسى .. كانت سعادتى دوما فى أن أرى إبتسامتهم .. ولكن فجأه . وفى لحظة غدرا حقيره ألقوا القبض على بتهمة السذاجه .. إتهمونى بإننى لست من سكان الأرض .. ورمانى بعضهم بالجنون .. سألونى من اكون . بعضهم إتهمنى بالمكر وأخرون يرون أنه ليس من العادل أن أبقى حيا فى دنيا خصصت للذئاب وهل تعيش الوداعة والعطف بين براثن القسوة والشراسه .. حقا عرفت الأن كم هم محقون .. فلم يعد هناك مبادئ تحكم هذا الزمان .
ولم يبقى لى سوى ان أدعوا الله أن يكون رحيما بى فهو فقط من يستطيع تعويضى عن نفسا خسرتها.. عن كرامة اهدرتها .. عن حقوقى التى ضاعت .. عن روحى التى ماتت . والثمن ... لا شئ

كم كنت أحمقا حينما جعلت من صدق النوايا حجرة أستقبل فيها جميع الزوار . حينما جعلت من بيتى مأوى للجميع ..
حقا أستحق أن أكون لا شئ ..
لأننى خسرت كل شئ
وبقى لى شيئا واحد .. ان اكمل النهايه .. وأكتب على جدار الخيانه أنه ما عاش من أمن غدر البشر .. لأكتب بكل ما تبقى لى من دم
وأشرب ما تبقى لى من سم .. ثم أرقد فى حجرتى السوداء منتظرا أن يقلنى قطار الحياه .. فانا المسافر الوحيد .. الهارب إلى الجحيم

خاطرتى المتواضعه
أميــــــــــ الانتقام ــــــــــــر

وكم تمنيت أن أكون مخلوقا أخر . أو لا شئ .. لا يأس منالحياه
ولكن يأسا من النجاه .

وأخرون يرون أنه ليس من العادل أن أبقى حيا فى دنيا خصصتللذئاب

يااااااااااا التشبيهات قويه جداااااااا ودرجه الحزن فيها الهارب الى الجحيم Icon_scratch

فى انتظار المزيد ياامير دمت للتميز عنونا

شكرا طالبة الجنه على مرورك الجميل

ولكن كالعاده

هذا انا .. ولن اكون سوى هذا

اخوكم
امير الاننقام